اهـــداء

لكل البـاحثـين عن ذكـرى لم تعـبر يوما خـط النـور .. لكل من عانــى يوما من اثـار الطـريق .. لكل من حاول دخول النفــق باحثا عن لمحة ضياء فى نهايتــه و اختلطت عليه الدروب فلا هو وجد الضوء و لا هو استطاع الخــروج .. اهداء لكل البــشر .. لكل الظــلال ..

احمد

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

أزمنة الرماد ..






"الليله هى ليله زفافى التى لطالما حلمت بها"  ..



انبتقت الكلمات من بين جوانح "مريم " الصغيرة .. تسكب أحساسها المعطر بعبير الرحلة 

صوب الفراغ المحيط .. ترتسم تلك البسمه الحانيه على شفاه شققها الزمن ...




"جميله هى الأشياء" ..



يتردد صدى العباره على أسطح جدران "مريم" .. تقاوم رغبتها فى القفز فرحا من فوق 

الفراش .. طاقة لم تعهدها تحرك كيمياء الخلايا .. كيف لم يتسنى لها قبلا رؤيه كل هذه 

الالوان .. غرفتها الآن مظلمه ولكنها تقسم أنها تستطيع تمييز الوان الطيف السبعه .. تحدق 

فى سقف الغرفه الضيقه .. لا تصدق أنها تسطيع رؤيه نجوم قطبيه فى السماء ..لم يكن 

سقف غرفتها شفافا يوما !!!!ا





"مازال الوقت باكرا" ...



البندول الأحمق يمارس نوعا فريدا من رياضة الهروله الماراثونيه .. تكاد تصرخ به أن يتمهل ... 

يعطيها فرصه استمتاع اللحظات .. أنقضى ثلث الليل الحالم .. جفونها ترفض الاستسلام .. 

قلب نابض فى صدرها يستصرخها أن تهب من فراشها و ترقص كما اليمام ..






"لا فائده من الاستلقاء فى الفراش بهذا الحال" ...



غمغمت بهذه الكلمات و هى تنهض من فراشها الدافىء نحو المطبخ .. تحتاج أن تعد لنفسها 

فنجانا من القهوه العربيه .. كم تشتاق مره أخرى لعبير هذا السائل السحرى يسرى فى 

مجرى العروق .. يطهرها من آثار الدنس .. كل ذره فى كيانها تتنتشى شبقا لعودة عمل 

الحواس ..





بتؤده تتجه نحو الشرفة .. نسمات من عبير الفجر تضاجع روحها المستسلمة ... يلتمع فى 

عينيها البريق .. فيض من ماء المتعه ينسال منها ليغطى الشوارع و الارصفه الخاليه .. لم 

تزل أعمده الاناره المنافقه تتظاهر بالبراءه .. تمقتها حقا و تمقت كل الكذابين .. تتسائل .. هل 

حقا عرس الكون حزين ؟






"مشهد تم حزفه"



لم تعرف لماذا غادرت شرفتها مهروله نحو الفراش ... لم تعرف بالتحديد لماذا ارتسمت تلك 

النظره فى عينيها .. قطرات من الدماء .. تهرع و تحضر قلما أسود و ورقه بيضاء .. بخطوط 

مرتعشه ترسم عروس و عروسه .. تمزق الورقه حيث تشابكت الأيدى من المنتصف .. صوت 

رخيم ينبعث من المذياع البالى ينبه لنهاية المسرحيه التراجيدية "ولقد غادرك الشيطان" .. 

تستيقظ فجأه من الكابوس لتجدها تمسك ورقة ممزقة تحمل تلك الكلمات


"مريم لم تعد عذراء" ..




... بكاء




نهاية




من  مجموعتى القصصية " ذكريات الظلال " ..

هناك تعليقان (2):

  1. :) فيها حاجه مش طبيعيه تشد تقبل مروري أعجبتني بشده :)

    ردحذف
  2. هههه يارب تكون الحاجة المش طبيعية دى كويسة مش وحشة .. هى رمزية و فيها اشارات معينة ممكن تتفهم بكذا طريقة .. شكرااااا لمرورك الكريييم فاطمة و دايما منورااانى :)

    ردحذف