اهـــداء

لكل البـاحثـين عن ذكـرى لم تعـبر يوما خـط النـور .. لكل من عانــى يوما من اثـار الطـريق .. لكل من حاول دخول النفــق باحثا عن لمحة ضياء فى نهايتــه و اختلطت عليه الدروب فلا هو وجد الضوء و لا هو استطاع الخــروج .. اهداء لكل البــشر .. لكل الظــلال ..

احمد

السبت، 30 يونيو 2012

أبراج الصمت " قصة قصيرة " ..









تنويه : " ابراج الصمت " هى الترجمه الحرفية للاسم الذى يطلقه اصحاب الديانة الزرادشتيه على قبورهم .. معتقدهم ان الجسم البشرى نجس .. يعمدوا لوضع الجثث فى أعلى قمم الجبال النائية و هى ما يطلقوا عليه " البرج الصامت " لتنهشها الطيور الجارحة .. و ما تبقى من عظام يتم جمعه ووضعه فى الجير الحى .. " ابراج الصمت " الهمنى هذا المعنى كثيرا نقلته لكم .



---------------------------------------------------------







بدت العصبية واضحة على ملامح " امل " ... ليست الليلة بالتأكيد مناسبة لاضافة سبب جديد الى الاسباب التى تقودها الى الجنون المطلق فى هذا العالم المتخبط .. أيقنت منذ زمن أنها لن تستطيع المتابعة فى هذا السباق شديد القسوة .. تدريجيا خرجت من المضمار .. تدريجيا ارغمت على التعرف على اصدقاء جدد .. تدريجيا وجدت نفسها حبيسة هذا البرج الصامت .





...... : يا مااااامااااااااا .. فين " الايشارب " الازرق .. كان محطوووط فى الدولاب ..رااااح فيييين ؟؟



...... : .......................



تحاول مرات و لكنها لا تتلقى اجابات سوى رجع الصدى ... الغريب فى الامر انها تتوقع تماما هذا الصمت .. ربما ما كان يدهشها فعلا ان تتلقى اجابة من اى نوع .. منذ متى و الاسئله التى تملكها تجد لها اجابات ... ثمة خاطره تجول بها ان الاسئلة لم تخلق لتجاب .. هى مزيج عبثى من المطلق و علامات الاستفهام .. فلتذهب كل الاسئلة الى الجحيم .




بهدوء تتحرك صوب المرآه الصغيرة المعلقة فى ركن الغرفة ...... اختارت " ايشارب " اسود بديلا ... تبدأ بلفه بعناية حول وجهها .... بسمة هاربة تلوح على الوجه المنكسر المرسوم فى المرآه ........ " وشك بيبقى زى القمر بالايشارب الاسود " .. سمعتها مرارا من حبيبها السابق .. هذا بالتأكيد قبل ان يتخلى طوعا عن القمر و يذهب بلا عوده تاركا لها ملايين الاسئلة .. لم تكن قصة حب استثنائية .. هى واحده من الحكايات التى تبدأ ب " انا معجب اوى بيكى ".. مرورا ب " بحبك اوى و ماقدرش اعيش من غيرك " .. و كما النهايات العادية .. " انا كان نفسى نكمل مع بعض .. ربنا يوفقك " .... بكت كثيرا وحيدة فى ليالى الشتاء الباردة .. الطويلة .. تعلمت ان تصاحب بندول الساعة العتيقة المعلقة على الحائط ... ربما هو اكثر وفاء الف مرة من بنى البشر ... لن تنسى ابدا تلك الدقات المواسية التى صاحبتها فى أوقات الدموع طوال الليالى الممطرة ... بعدها بسنوات تعلمت كيف تروض الخوف .. لينضم هو الاخر .. لقائمة الاصدقاء .




انتهت " امل " من ضبط " الايشارب " على وجهها ... تتأمل بهدوء تلك القسمات الهادئة .. خاطرة خاطفة بداخلها تخبرها انها ليست جميلة و أن المرايا لا يمكن الوثوق بها ... تؤمن تماما انها ليست فاتنة .. و لكن ايضا هى تملك ما يسمى " الجمال الهادىء " و هو سلاح انثوى فتاك .. ربما ابدى الكثيرين اعجابهم .. ربما سمعت كثيرا من كلمات الغزل .. ربما و ربما .. و لكن لماذا لم يحرك هذا شىء ابدا بداخلها ؟؟؟ ... الحقيقة الواضحة أنها توقفت فى مكان ما بين العادى و الاستثناء .. خيالات الرجل الاستثنائى تبخرت تماما مع الايام .. و قطار " العادى " لم تقنع به يوما .. اعتادت الجلوس بالساعات فى محطات القطارات النائية .. ربما كان حلمها هناك بجوار المسافر الليلى الاخير .. اعتادت مراقبة اشارات التحذير ... صديقاتها الاقرب اتخذوا القرار بشجاعه .. السفر على متن اى قطار افضل كثيرا من الانتظار فى محطات مجهولة .. تدريجيا تعلمت ترويض الانتظار .. بعدها بسنوات .. انضم الانتظار لقائمة الاصدقاء . 





" ياااه .. الوقت اتأخر .. " ..




تبحث " امل " بتوتر عن حقيبتها .. الليلة هى عطلة اسبوع شاق من العمل .. استطاعت من سنوات التغلب على فكرة المشاركة .. الان تستطيع الخروج و التنزه وحيدة ... تجد متعة حقيقية فى مطالعة واجهات المحلات و " الفاترينات " الزجاجية اللامعة .. تبدأ رحلتها الاسبوعية بالتجول على محلات الازياء .. ثم تبتاع علبة " ايس كريم " مثلج " .. كم تعشق مذاق " الايس كريم " فى الشتاء .. بعدها تبدأ الاحتفال .. تتوجه للشاطىء .. تفترش الرمال بالقرب تماما من البحر .. و على ضوء القمر تستمتع بالعاب الموج .. همسات العشاق .. ضحكات الاطفال البعيدة .. كم تعشق هذا الجو الساحر ..





.... : عايزه حاجه من بره يا ماما و انا راجعة ؟




...... : لا يا حبيبتى .. بس متتأخريش ... حد هينزل يتفسح معاكى ؟؟



...... : اه يا ماما ... اصحابى كلهم جايين ..


....... : مين فيهم نازل معاكى ؟



....... : ... بلهجة غامضة ) ..... كلهم يا ماما .... كلهم) 





تغادر " أمل " غرفتها .. تطفىء الانوار .. تتجه نحو الباب .. خيل لها و هى تغادر الغرفة انها لمحت عين دامعة منعكسة من المرآة ... هى تعرف جيدا الاعيب المرايا و الظلال .. لذلك لن تشغل نفسها بذلك .. لديها ما يكفيها للتفكير بشأنه .. لديها الكثير .. كثيرا جدا ..















احمد
من مجموعتى القصصية : ذكريات الظلال
Memories of shadows

الجمعة، 29 يونيو 2012

التـذكـار القـديـم ! .. " قصة قصيرة جدا " ..







بعيون  متحجرة  ينظر  من  نافذة  الغرفة  القديمة  نحو  القمر  المكتمل   ..  يكاد   يقسم   ان  الاشعة  الفضية  تبعث  فيه  كائنا  شيطانيا  ..  ذلك   السكون  الكونى  يبعث  فيه  أصوات  "  الذكرى " القديمة   الموحشة  ..  لن  يحتمل  اكثر  من  هذا  ..  يغادر  النافذة  غاضبا و هو  يتمتم  " سأقتلها  الآن  "  ..  يقرر  فتح  القبر  ..  يمسك  ذلك  الصندوق  العاجى  بعصبية  بالغه  ..   يفرغ  محتوياته  على  المنضدة البالية ....  يمسك  صورتها  و  يمزقها   بكل  قسوة  ..  ينعتها  بالخائنة  ..  لم  يلاحظ  و  هو    منهمك  فى  تمزيق  الصورة   سقوط  سلسلة  قصيرة  تحمل  قرصا  صغيرا  ..  منقوشا  عليه  ..  "  للذكرى  الخالدة "  !  ...........




احمد  .....   "  من  مجموعتى  القصصية  ,,,  ذكريات الظلال  ,,,  "

الخميس، 28 يونيو 2012

الحب كما رواه لى "عم امير " !







" يا  بشمهندس  احمد  ..  اسمعنى  و  مش  هتندم  ! ..  "




انطلقت الكلمات  بحماس  غير  مسبوق  على  لسان  "  عم  أمير   "   وهو  يطالبنى  بالانصات  قليلا  لحوار  بداخله  على  وشك  الانفجار  ..  "  عم   امير  "   لمن  لا  يعرفه   هو   "  مقاول  خشب  "  كبير  السن   يعمل  معى  .. يرتدى  نظارة  طبية  انيقة  غير  متناسقة  مع  مجال  عملنا  ..  غير  متعلم  و  لكنه  يحمل  اطنانا  هائلة  من   الثقافة  و  هذا   مااا   يجعل  حوارى  معه  عبارة  عن  جدل مستمر  ..  اعشق  الحوار  معه  لانه  يملك  "  وجهه  نظر  "   مبنية  على  الخبرة  ..  خبرة  حياتية  اعمق  كثيرا  من  الاف  الكتب  و  النظريات  العقيمة  ..  هذا   رجل  اعترك  الحياة  بكل  مافيها  ..  تستطيع   بسهولة  ان   تلمح  كل  اثار  الزمن   المحفورة  على  يديه  و شقوق  الوجه  العميقة  ..  عندما  يتحدث  عن  فلسفاته  فى   الحياة   ربما  يختلط   عليك  الامر  فتتصور  ان  "  ارسطو  "  قد  بعثت  فيه   الحياة  من  جديد   ..  




المهم  ..  اكمل   بالعامية   لانها  انسب   فى  الموضوع  دا  ...  فى  يوم  صيفى  حار   كنت  فى  المكتب  فى  الشغل  اتصلت   ب "  عم  امير  "  استدعيه   من   الموقع  عشان  هاصرف  له  مستخلص  ..  طبعا  مكانش  مصدق  ان   اخيرا   هياخد  فلوس  و  انه   مش  بيشتغل  ببلاش ..  دقايق  و  كان  قدامى   فى  المكتب ..  طمنته  انى  هصرفله  مبلغ  كويس  .. مش  بس  كده  ..  لا  دا  كمان  هيشرب  كوباية  الشاى  اللى  مستنية    ع  المكتب  بعد  ما  سابها  المهندس  زميلى  وحيدة  ...  طبعا  مافيش  موود   فى  العالم  بالنسباله  دلوقتى  ممكن   يبقى  احسن  و  اروع  من  كده  ..  الموود  دا  تلقائيا    بيخليه   يجيب  كل   اللى  عنده  ..  و  فى  اليوم  دا   بالذات   هو  كان  محتاج  يتكلم  ..  و  انا   مكانش    عندى  مانع  اسمع  ..   بس  كنا   محتاجين  طرف  خيط   نبدأ  بيه   الحوار  ..  فى  الغالب  حوارتنا  كلها   مع   بعض  بتكون  عامة  ..  تبدأ  باسباب  انهيار  الاتحاد  السوفيتى  و  سقوط  الماركسية  ..  و  تنتهى  بخلاف   حاد  حول   اهمية  القبلة  الفرنسية   لحياة  مستقرة  و  صحية  ..  ربما    اهمية  "  تدليع  "   الست  لانها  مخلوق  بيحب  الدلع !!  ..  احم  احم  .. المهم  ..  طرف   الخيط  بتاع  الحوار  فرض  نفسه  لما  دخلت  "   عميلة  "    المكتب   بتسأل  على   شقق  عندنا  فى  الشركة ..  انثى  من  الطراز   الصاروخى  هاى جيت  متعدد  المدى   عابر  للقارات ..  لو  كان   مكتبنا   فى  شارع  صلاح  سالم   و   عدت  البنت  دى  من  قدام  قصر  البارون  اعتقد  ان  البارون  بنفسه  كان  هيقوم  ياخد  كورس  صعيدى  و  يصررررخ  "  البت  دى  حلووووووة  جوووووى   يابوووووى  !! "  و  بعدها  يرجع  ينااام  بسلااام   ..    المهم  لاحظت  طبعا  نظرات  "  عم  امير  "    للبنت  ..  و  عنيه   اللى  طلعت  بره  عدسات  النضارة  بمسافة  5 سم   ..   سألته  باستنكار  ..  ياراجل  عيب  علييك   ..  دا  انت  راجل  قديييم  و  متجووز   و  اعرف  انك  بتحب  مراتك  ..  دخل   عنيك  دى  جوه  النضاره  مش  كده !!  ..  ضحك  ضحكة  طوووويلة   ..   رد  عليا  بسؤال  ..  "  طب  دا  ايه  علاقته   بالحب  يا  بشمهندس احمد ؟  "  ..  




اااه  ..  كده  بقى  بدأ   الحوار  ..  لقطت   منه  طرف   الخيط  ..  رديت ...  "   لا  طبعا  ليه  علاقة  يا راجل  يا  ملتوى  " ..  "  ازاى  تبقى  بتحب  ست  و   تبص   لواحدة  تانى  و  تتمناها  ؟؟!!  "




"  يا  بشمهندس  احمد  اسمعنى  و  مش  هتندم " !  ..


"  احكى  يا عمونا  انا  هسمعك  لللاخر ! "   ..




بص  يا  هندسة ..  مافيش  حد  فى  الدنيا  هيكلمك  عن  الحب  زىى  ..  انا  اتجوزت  بعد  قصة  حب  مدتها  15   سنة  ..  و  ابنى   "  سيد  "  طلع  و  كرر  حكايتى  ..  سيد  دا    كاان  هيطردنا  من  البلد   بسبب  حوار  الحب  بتاعه  ..  فضل   يحب  بنت  7  سنين ...  و  اتقدملها  100  مرة  ..  و  اهلها  كل  مرة  يرفضوه  ..  و قال  لاهلها  انا  لو  متجوزتش  البنت  برضاكم  هتجوزها  غصب  عنكم  ..    اهلها  حبسوها  .. و هددوا  الواد  ..  و كانوا  هيجوزا  البنت  بالعافيه  لولا  حاولت  تتنتحر  و  انقذوها  فى  المستشفى   فى  اخر  لحظة  ..  و  فضلت  المشاكل  طول  فترة  7  سنين  ..  لغاية  ما  قرروا   يهربوا  مع  بعض !  ..  و  فعلا  ..  اتفق  الولد  و  البنت  مع  بعض   و  هربوا   على   مصر   ..  و   البلد  اتقلبت  عليهم   و   كنت   هاروح  فى  داهية  انا  و  عيلتى  ..  و  اتدخل   اعضاء  مجلس    شعب   فى  الحوار  عشان  يحلوه  و و و  ..




"  عارف  يا  بشمهندس   احمد  "  ؟!


ممممممم


سيد  جه   مرة  و  قالى   انا   لو  ما   اتجوزتش   البنت   دى  ..همووت  ..  عارف  ؟؟    انا  حسيت  ان   كلامه  دا   بجد  مش  مبالغة  فى  اللحظة   دى  ..  كان   بيحبها  بجد  ..  بيحبها   اكتر  من    اكتر  اى  حاجة  تتخيلها  ..


المهم  ..  عرفنا   نوصل  للواد  و  البت  و  اقنعناهم  يرجعوا  ..  و  هنجوزهم  لبعض  لان  مافيش  حل  تانى  ..  و  فعلا  اتجوزوا  ...  و  هما    بقالهم   سنتين  دلوقتى   ..  




طبعا   اانا  كأحمد  انبسطت  ..  جميل  ان   علاقة  حب  بالشكل  دا   تتوج  فى  النهاية   بالحلم  انهم   يكونوا  مع  بعض  ..  تخيلت  شكل  حياتهم   ايه   مع  بعض  دلوقتى  ..  مشاهد  من   مسلسل  مهند  و  نور   او  كريم  و  فاطمة  و   الرومانسية  المفرطة  و  ...




- عارف  يا هندسة  ؟؟؟    
قاطعنى   صوت   عم  امير  و  قطع  عنى  البث  الرومانسى  


 - نعم   يا  معلم   امير  ؟؟




-  انا  لما  باروح   عندهم  البيت  دلوقتى   ..  بلاقيه   بيضربها   بالشبشب  !!!




-  (  ايموشن  ذهول  )  و  حواجبى  طلعت  فوق  دماغى  !!   ..  مين    اللى  بيضرب  مين  ؟؟  سيد   بيضرب  مراته  ؟!!  ..  البنت   الللى  كان   بيحبها  !!   اللى   عمل  عشانها  كل  دا  !!!!!!




-  ايوا   ..  و  كل   اسبوع   مزعلها  و  رايحة  لبيت  ابوها  !!!






-   انت  طبعا   بتهزر  !!




- و  الله   العظيم  بتكلم  جد  ..  و   حياتهم   كلها  زعيق  و  قرف  !!




-  امال   ايه  اللى  كان  بينهم  طول  7  سنين  ؟؟!!






-    بص   يا  هندسة  ..  الناس   بتتصور   ان   الحب  دا  حاجة  ثابتة   ما بتتغيرش  ..  و  انك  طالما   حبيت  حد   يبقى   حياتك  وقفت  عليه  ...  لا  يا  باشا  ..  انت   بتحب  ..  و   تتجوز  اللى  بتحبه  ..  و   شوية  شوية  شوق  الحب  دا   بيهدى  ..   و  يتحول لحجات  تانى  ..  حجات   احسن  او  اسوأ   ...  دا  بيعتمد  عليك  انت  و  هى  ..   لو  قررتوا   ان  اللى  بينكم  قبل  الجواز  دا  احسن  شىء  ممكن  تحسوه   لبعض و  ان  مش   ممكن  يكون  فيه  اكتر  من  كده ..  يبقى  حياتكم  مع  بعض  هتكون  فى  النازل ..  لو  قررتوا   العكس  ..  يبقى  هاتكتشفوا  ان  الحب  اللى  كان   قبل  الجواز  دا  لعب  عيال  ..  و  ان   اللى  انتوا  فيه  دلوقتى  ..   اهم  و اغلى  كتير  ..  من  كلمة  بحبك ..  !!!!!




ارجع  للفصحى  بقى ..


انتهى  "  عم  امير  "  من  محاضرته   الاستثنائية  ..  احتاج  قليلا  من  الوقت  لكى  اهدأ  من  وقع  كلماته  ..  مازال  يمارس  هوايته  العريقة  برشف  الشاى  الساخن  بهذا  الصوت  الجهورى  ..  انظر  له بهدوء   ..  اتأمل  فى   المكتب  ..  اللوحات  ..  ثمة  جرس  هاتف  فى  مكان  ما   لكنى   لا  اهتم  ..  اعاود  النظر  للسيدة  الصاروخية   ..  لماذا   لا   تبدوا   لى    فاتنة  كما  كانت  من  دقائق  ؟؟؟ .......










الجزء  التانى  من  الحوار  هيكون  مع  "  سيد  "   نفسه   ..  ابن  عم  امير ..  و  اللى  قابلته  بعدها   بفترة !!








احمد

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

أزمنة الرماد ..






"الليله هى ليله زفافى التى لطالما حلمت بها"  ..



انبتقت الكلمات من بين جوانح "مريم " الصغيرة .. تسكب أحساسها المعطر بعبير الرحلة 

صوب الفراغ المحيط .. ترتسم تلك البسمه الحانيه على شفاه شققها الزمن ...




"جميله هى الأشياء" ..



يتردد صدى العباره على أسطح جدران "مريم" .. تقاوم رغبتها فى القفز فرحا من فوق 

الفراش .. طاقة لم تعهدها تحرك كيمياء الخلايا .. كيف لم يتسنى لها قبلا رؤيه كل هذه 

الالوان .. غرفتها الآن مظلمه ولكنها تقسم أنها تستطيع تمييز الوان الطيف السبعه .. تحدق 

فى سقف الغرفه الضيقه .. لا تصدق أنها تسطيع رؤيه نجوم قطبيه فى السماء ..لم يكن 

سقف غرفتها شفافا يوما !!!!ا





"مازال الوقت باكرا" ...



البندول الأحمق يمارس نوعا فريدا من رياضة الهروله الماراثونيه .. تكاد تصرخ به أن يتمهل ... 

يعطيها فرصه استمتاع اللحظات .. أنقضى ثلث الليل الحالم .. جفونها ترفض الاستسلام .. 

قلب نابض فى صدرها يستصرخها أن تهب من فراشها و ترقص كما اليمام ..






"لا فائده من الاستلقاء فى الفراش بهذا الحال" ...



غمغمت بهذه الكلمات و هى تنهض من فراشها الدافىء نحو المطبخ .. تحتاج أن تعد لنفسها 

فنجانا من القهوه العربيه .. كم تشتاق مره أخرى لعبير هذا السائل السحرى يسرى فى 

مجرى العروق .. يطهرها من آثار الدنس .. كل ذره فى كيانها تتنتشى شبقا لعودة عمل 

الحواس ..





بتؤده تتجه نحو الشرفة .. نسمات من عبير الفجر تضاجع روحها المستسلمة ... يلتمع فى 

عينيها البريق .. فيض من ماء المتعه ينسال منها ليغطى الشوارع و الارصفه الخاليه .. لم 

تزل أعمده الاناره المنافقه تتظاهر بالبراءه .. تمقتها حقا و تمقت كل الكذابين .. تتسائل .. هل 

حقا عرس الكون حزين ؟






"مشهد تم حزفه"



لم تعرف لماذا غادرت شرفتها مهروله نحو الفراش ... لم تعرف بالتحديد لماذا ارتسمت تلك 

النظره فى عينيها .. قطرات من الدماء .. تهرع و تحضر قلما أسود و ورقه بيضاء .. بخطوط 

مرتعشه ترسم عروس و عروسه .. تمزق الورقه حيث تشابكت الأيدى من المنتصف .. صوت 

رخيم ينبعث من المذياع البالى ينبه لنهاية المسرحيه التراجيدية "ولقد غادرك الشيطان" .. 

تستيقظ فجأه من الكابوس لتجدها تمسك ورقة ممزقة تحمل تلك الكلمات


"مريم لم تعد عذراء" ..




... بكاء




نهاية




من  مجموعتى القصصية " ذكريات الظلال " ..

النسيان المستحيل ..





هو  السؤال  الذى  اتعبنا  كثيرا   ..  السؤال  الذى   يلقى  بنا  فى  اعمق اعماق  المحيط  حتى  لنظن  اننا  لن  ننجو  ابدا  ..  لماذا  لا  ننسى    ؟؟   لماذا  فقط  لا  ننسى  و نرحل  لنكمل  الطريق ؟؟   كيف  لهم  ان  ينسونا  بتلك  البساطة  حين  يقررون  ذلك  و لا  نستطيع  نحن  ذلك ؟؟  لا  توجد  اجابة  حقيقية  ..  و مهما  حاولوا  معك  بأن  يقنعووك  ان  كل  شىء  يمضى  الى  طريقه  فانك  تدرك  تماما  بأن  الأشياء  لم  تعد  كما  كانت  ..  و  لن  تعود  ابدا  ...  ثمة  آثار  محفورة  فى  جوفك  غير  قابلة  للطمس  .. صفحات  غير  قابلة  للطى  ..  ثمة  ذكرى  داخلك  تعبث  بك  كلما  مررت  بنفس  المكان  ..  كلما  سمعت  نفس  الكلمات  ..  كلما تملك  منك  الحنين .. كلها  تقودك  الى   الايمان  الكامل  بأن  ما  نقش  بكيانك  لم  يخلق  ابدا  ليمضى  لطريقه  و  يتحول  لرماد ..  

السؤال  ليس  هو   لماذا  لا نستطيع  النسيان  .. السؤال  هو   لماذا   سمحنا  لانفسنا   بالانغماس فيهم  الى  هذا  الحد  ؟؟  لماذا سمحنا   لهم  بالانغماس  فينا   لهذا  الحد  ؟؟  يدهشنى  تماما  مشهد  العشاق  و  هم  يصرون  على  حفر  ذكرى  لهم  فى  كل  مكان  ..  و  كأنهم يصنعون  بمهارة  شديدة  آلات  التعذيب  التى   ستحرقهم  لاحقا  ..  كيف  لهم  لا  يفهمون  ان  لكل  شىء  اذا  ما  زاد  نقصان ؟؟؟  ..  كيف  لهم  ان  لا  يعرفون  ان  الحب  مرتبط  تماما    بالفقد  ...  ربما  الفراق  ..  ربما   البعد  ؟؟  ...  اغلب  الظن  انهم  يدركون  هذا  تماما  ..  يظهر  ذلك  بوضوح  حين  تكون  معه  فى  اقرب  لحظات  الاحساس  لتقول   له   بعيون   راجية  مرتعشة  " اوعدنى  انك  عمرك  ماهتسيبنى "  ..  هى  تدرك  ذلك  جداا  ..  تدرك  انها  خائفة  ..  و  ان  احساسها  بالقرب  حتى  و   هى  فى   احضانه  لم  يمنعها  من  الخوف  ..  الخوف  من  ان  يكون  كل  هذا  الاحساس  كثيرا  جدا  على  عمر    الزمن  ..  و  ان  ما  يستطيع  تحمله  الوقت  فقط  هى   تلك  اللحظات  الحميمية  ..


الخلاصة  و  ليست  اجابة  للسؤال  ..  لاتترك  نفسك  للتفاصيل  ..  اجمل  اجمل  التفاصيل  فى  الحاضر  سيتحول  يوما  لذكرى  تؤلمك  .. اعرف  تماما  ان  النسيان  لن   يقرر  مطاوعتك  الا  بعد  ان  ياخذ  منك  الكثير  ..  و  ربما  لن يطاوعك  ابدا  .. بيدك  انت  فقط  ان  لا    تجعله  يبدو ...  النسيان  المستحيل  .....   

الخميس، 21 يونيو 2012

أول تدوينة !

بما  انى  لسه  مش  عارف  شكل  التدوينة  هيبقى  ازاى  ..  هاخلى  الموضوع  للتدوينة الجاية !